التسرب من المدرسة وعلاقته بجنوح الاحداث في محافظة ديالى

الملخص

ان مفهوم المؤسسة التربوية الحديث ( مدرسة ) قد جاء بعد سلسلة كبيرة من التطورات التي شهدتها المجتمعات البشرية ولقرون طويلة ، وبعد انتشار التعليم وتطوره منهجيا وانتشار الطباعة الذي ساعد على الازدياد الهائل في الكتب المطبوعة ، الى جانب الدوريات والمجلات والصحف فقد ساهم ذلك كله في نهضة الأمم والشعوب من حيث أن العلم نور يضئ الدرب أمام الإنسان . وتشير معظم الدراسات التربوية والنفسية إلى أن التعلم يوفر للإنسان الكثير من خدمات الرعاية النفسية والتربوية والصحية اظافة إلى تزويده بالخبرات والمعارف التي توسع من مدارك الإنسان وتجنبه الكثير من العادات والمفاهيم غير المقبولة اجتماعيا تبعا لثقافة كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية ، ولكن وعلى الرغم من كل هذا التطور الهائل في تاريخ البشرية وفي جميع نواحي الحياة ما يزال بني البشر يعانون معاناة جذرية وفي شتى نواحي الحياة ومنها الناحية التعليمية ،التي ما انفكت تشكو من النقص في النواحي المادية والبشرية بل ان هناك الكثير من المجتمعات النامية لاتزال تعاني من ارتفاع مخيف في نسب الامية بين الرجال والنساء، وحتى في مجتمعات الدول المتقدمة فأن نسبة الأمية ما تزال تشكل نسبة مهمة من سكانها . أن من المشكلات الخطيرة التي يتعرض لها مجتمعنا العراقي بوجه عام وفي محافظة ديالى وبصورة خاصة هي ظاهرة التسرب من المدرسة في المراحل الأولى وخاصة الابتدائية والمتوسطة ، الأمر الذي ينجم عنه العديد من المشاكل الاجتماعية التي تهدد كيان المجتمع، حيث أن الأسباب المؤدية الى تلك الظاهرة كثيرة ومعقدة وبحاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث ، وتأتي محاولاتنا في بحثنا هذا لإظهار العلاقة بين التسرب من المدرسة وجنوح الإحداث في ( محافظة ديالى ) . حيث تم تقسيم البحث إلى فصلين ، الأول تضمن مبحثين حيث تناول المبحث الأول الإطار التعريفي للمصطلحات الخاص بالبحث ، أما المبحث الثاني فقد تناول إطارا فكريا ونظريا تناول أهم النظريات والدراسات السابقة التي تم بحث مشكلة جنوح الإحداث من خلالها .أما الفصل الثاني فقد تألف من مبحثين تناول الأول إجراءات الدراسة الميدانية وتناول المبحث الثاني عرض البيانات وتحليلها ، وتضمن البحث خاتمة تمت الإشارة فيها إلى أهم الاستنتاجات والتوصيات التي توصل أليها الباحث