صورة القائد العربي في أغراض الشعر العباسي (المدح والهجاء انموذجا)
الملخص
لقد اعتاد المجتمع العربي على حضور رمزي للقائد؛ لذا شاعت لغة الاحتفاء وهيمنت على الخطاب الشعري العباسي من دون الغاء للغة الاستهجان التي كانت تبرز بين الفينة والأخرى، ولا سيمّا عند لحظات الانفصام بين القائد والشاعر. يتناول هذا البحث صورة القائد والقيادة في آن واحد، لانَّ الشعراء في موضوعاتهم الشعرية وقصائدهم المختلفة لم يصوروا القائد لشخصه فحسب، بل لمنزلته المتأتية من تصدّيه للقيادة، وتفاوتت النظرة إلى هذه المنزلة بين الشعراء وفق انتمائهم الفكري وبنية التغييرات في العلاقة بين القائد والفكر الذي ينتمي إليه الشاعر. ولقد صاغ الشاعر العباسي صورة للقائد حسب فهمه وإدراكه ومنفعته لا حسب حقيقة القائد _على الأغلب_ وكان يستند إلى الإسناد اللغوي المُحيل إلى الواقع وفق ثنائية (الأنا والآخر) المنتمية إلى التوافق أو الإختلاف أبّان العصر العباسي بما يحمل من أحداثٍ تاريخية ذات تأثيرات خارجية أو داخلية على حدٍّ سواء. والصورة التي يسعى هذا البحث إلى رصدها صورة منتمية إلى البنية التكوينية لا البنية التركيبية، نقصد بالبنية التكوينية تلك الصورة القريبة إلى النمط، والبنية التركيبية تلك الصورة الحاملة للفنية المطلقة، كما أن صورة النمط قريبة الموضوعية والذاتية، بينما الصورة الفنية تكون _على الأغلب_ قريبة من الشكل.