أثر المعنى القرآني في استحسان القراءاة على غيرها دراسة في تفسير السمين الحلبي
Abstract
يتناول هذا البحث أثر المعنى القرآني في استحسان القراءات على غيرها دراسة في تفسير السمين الحلبي ...فإنه مما لا شك فيه أن نزول القرآن الكريم يعد أهم حدث أثر في تاريخ العربية وأهلها؛ ولإبراز قيمة هذا المنعرج التاريخي الحاسم فقد ألصق به بعض المهتمين بالحضارة العربية من المستشرقين لفظ (الحدث)؛ حتى يدلوا على الأثر العميق الذي خلفه في طابع الحضارة العربية، والدور الذي لعبه في حياة لغته وآدابه؛ وبطبيعة الحال كان التراث العربي متأثرا بشدة بالقرآن الكريم؛ بحيث تمحورت حوله الدراسات التي تناولت لغته بداية من المستوى الصوتي وحتى المستوى التركيبي والدلالي وقد نزل القرآن الكريم كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «على سبعة أحرف؛ أي أن القرآن الكريم قد نزل على سبع لغات من لغات العرب، التي هي أفصح لغاتهم وأعلاها، وقيل: إنه أنزل مرخَّصا للقارئ وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، وقيل: السبعة أحرف هنا المقصود بها القراءات والعلم بالقراءات القرآنية المتواتر منها والشاذ من أهم الوسائل التي تساعد المفسرين على فهم آيات القرآن الكريم، ومعرفة أوجه إعجازه وطرائق تراكيبه ودلالاته؛ لذا فقد تضافرت جهود العلماء على دراسة هذه القراءات كل بحسب تخصصه ومجاله؛ فَصُنِّفَت التصانيف حول مظاهرها الصوتية والتركيبية والدلالية.صحيح أن الأصل في هذه القراءات أن تكون مصدر ثراء للمعنى القرآني وتفسيره، إلا أن هذا المعنى أو هذا التفسير في كثير من الأحيان يكون رائدا إلى استحسان قراءة معينة أو تفضيلها على غيرها من القراءات المتواترة، والمصادر التفسيرية مليئة بصور هذا الاستحسان وهذا التفسير اعتمادا على تلك المعاني.ومن أبرز مصادر التفسير التي كان غنية بتلك النماذج كتاب (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون) للإمام السمين الحلبي؛ حيث إن صاحبه -رحمه الله- كان من أكابر علماء القراءات، وقد كان مع ذلك من كبار المفسرين؛ ومن ثم كان لمعاني الآيات وتفسيرها دور كبير عنده في الترجيح بين القراءات عند؛ وقد كانا هذا دافعا لأن يتناول الباحث أثر المعاني القرآنية على استحسان السمين الحلبي للقراءات القرآنية. وقد اقتضت طبيعة البحث أن يشتمل على مقدمة وتمهيد ومبحثان وخاتمة المقدمة: وفيها عرض لفكرة البحث ومنهج البحث فيه. التمهيد:تعريف الاستحسان عند المفسرين المبحث الأول: الدلالة الصرفية والنحوية، وفيه مطلبان: المطلب الأول: الدلالة الصرفية.المطلب الثاني: الدلالة النحوية.المبحث الثاني: الدلالة المعجمية، وفيه مطلبان:المطلب الأول: أصالة الدلالة على المعنى.المطلب الثاني: استعمال المعنى.الخاتمة: وفيها أبرز النتائج والتوصيات.ويعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي؛ لتوضيح وتحليل آراء واتجاهات هذه الاتجاهات والتيارات الفكرية؛ إذ إن المنهج الوصفي يقوم على أساس تحديد خصائص الظاهرة، ووصف طبيعتها، ونوعية العلاقة بين متغيراتها وأسبابها واتجاهاتها، وما إلى ذلك من جوانب تدور حول سبر أغوار مشكلة أو ظاهرة معينة، والتعرف على حقيقتها في أرض الواقع، ويعتبر بعض الباحثين أن المنهج الوصفي يشمل كافة المناهج الأخرى، باستثناء المنهجين التاريخي والتجريبي؛ حيث إن عملية الوصف والتحليل للظواهر تكاد تكون مسألة مشتركة وموجودة في كافة أنواع البحوث العلمية، ويعتمد المنهج الوصفي على تفسير الوضع القائم؛ أي: ما هو كائن، وتحديد الظروف والعلاقات الموجودة بين المتغيرات، كما يتعدى المنهج الوصفي مجرد جمع بيانات وصفية حول الظاهرة، إلى التحليل والربط والتفسير لهذه البيانات وتصنيفها وقياسها واستخلاص النتائج منها.