التسميـــم الاعلامـــي بيــــن الحربيـــن النفسيــــة والإعلاميــــة
Abstract
شكلت عملية التسميم الاعلامي عبر وسائل الاعلام واحدة من الطرائق الرئيسة في الحرب الاعلامية التي تعتمد بالأساس على الدوافع النفسية ، وبذلك فأنها تستخدم اساليب الحرب النفسية ذاتها ، فاعتماد هذه الاساليب في وسائل الاعلام بشكل برامج حوارية او مقابلات او مقالات او مسلسلات بعني ان هذا النوع من الحرب تحول الى حرب اعلامية بأبعاد نفسية ، وهو مصطلح جديد ينبغي تأصيله .وفي هذا الصدد يقول احد الباحثين في تشخيصه لحالة الحرب الاعلامية النفسية التي نعيشها اليوم ان الإنسان يعيش في عديد من الدول والمجتمعات البشرية في عصرنا الحالي أزمة وجود، أو محنة استقرار أساسها الصراع الدائر بين الأقوياء من جهة، وأقوياء آخرين من جهة أخرى، وبين الأقوياء أو بعضهم من جانب والضعفاء وبعضهم من جانب آخر، وكذلك بين الضعفاء وأمثالهم، صراع دائم يفضي إلى محن وأزمات مستمرة اختلف المختصون في علم النفس والاجتماع بشان طبيعتها وأسباب حدوثها وأبعادها البنائية وبدايات الحدوث، أو ما يسمى بالجذور التاريخية لها، ويعود هذا الخلاف إلى تعدد المناهج التي تتناول مثل هذه الأمور، وكذلك إلى التعقيد الموجود في النفس البشرية، وهي خلافات تعكس التناقض العميق لرؤى الأزمات والدلالات والمعاني ذات الصلة بالتعامل معها، أو التحرر منها ومضامين هذا التحرر. ولابد من القول ان نشأت مفهوم الحرب النفسية لم ترتبط بتطور تقنيات الإعلام ولا بشيوع تطبيقات النظام الدولي الجديد بل ويعود إلى الحروب، عندما أدرك بعض القادة العسكريين أن جنودهم يقاتلون قتالا شرسا تارة، ويتبلدون حد الجبن تارة أخرى، وكذلك جنود العدو الذين يستبسلون في الدفاع عن مواضعهم تارة، وينسحبون متقهقرين تارة أخرى حتى عزوا ذلك التناقض الانفعالي إلى العامل النفسي وتوجهوا إلى المختصين لدراسته وتطوير وسائل تقويته عندهم، وإضعافه عند خصومهم، فكانت إجراءاتهم العملية في هذا المجال تشمل العديد من الوسائل والأدوات التي وضعت تحت عنوان الحرب النفسية، وعُرِفَت ما بعد الحرب العالمية الثانية بالاستخدام المخطط من جانب الدولة في وقت الحرب أو في وقت الطوارئ لإجراءات عاتية بقصد التأثير على أراء وعواطف وسلوك جماعات أجنبية عدائية أو محايدة أو صديقة بطريقة تعبر عن تحقيق سياسة الدولة وأهدافها. وعليه فأن هذه الاجواء التي يعيشها الانسان في ظل تداعيات الحرب الاعلامية النفسية تكون عرضة للتسميم السياسي ، وعليه يركز هذا الكتاب في تناوله لمصطلح جديد مرادف لمصطلح التسميم السياسي الا وهو التسميم الاعلامي الذي يستثمر وسائل الاعلام جميعها بتقنياتها كافة لتحقق اهداف الحرب الاعلامية النفسية.